الخبر-
قال مدير جامعة الدمام الدكتور عبد الله الربيش انه لم يعد من الممكن اعتبار الجامعات مؤسسات تعليمية تعني بتخريج الكوادر والكفاءات أو اعتبارها مراكز بحثية تقوم بإجراء بحوث أكاديمية متخصصة، كما انه لم يعد من الممكن أن تعيش أي جامعة بمعزل عن المجتمع المحيط بها بل أصبح من أهم المسلمات التي تقوم عليها علاقة الجامعة بمجتمعها هي أن الجامعة جزء لا يتجزأ من المجتمع وأن علاقة الجامعة بالمجتمع هي علاقة الجزء بالكل وأن غاية الجامعة الحقيقية ومبرر وجودها هي خدمة المجتمع الذي تتواجد فيه وبالتالي فإن ارتباط الجامعة بمجتمعها يعطيها شرعيتها وسبب وجودها.
جاء ذلك في افتتاحه للملتقى العلمي الثاني عشر والمعرض المصاحب الذي ينظمه قسم طب الاسرة والمجتمع في جامعة الدمام بعنوان "طب الاسرة .. الحل الامثل" والذي أقيم يوم 20 جمادى الآخرة و أستمر ليومين في ميريديان الخبر بحضور الدكتور زهير السباعي أحد رواد طب الأسرة والمجتمع في المملكة وأول عميد لكلية الطب ورئيس قسم طب الاسرة والمجتمع في جامعة بوسطن الامريكية وعميد كلية الطب الدكتور علي السلطان وعدد من المتخصصين في المجال من جامعات المملكة.
وأضاف الدكتور الربيش أن العلاقة بين مؤسسات التعليم العالي ومجتمعاتها المحلية المحيطة بها حظيت بإهتمام بالغ من قبل أخصائي السياسات التعليمية وإدارات هذه المؤسسات للإرتقاء بأداء هذه المؤسسات وتفعيل مساهمتها في خدمة المجتمع والاستجابة لمتطلباته واتصال الجامعات بمجتمعاتها المحلية بمجموعة من الانشطة والخدمات الاجتماعية وما يتعلق بذلك من دراسات واستشارات لم يعد أمراً اختيارياً يمكن أن تقوم به الجامعات أو تتركه بل أصبح هدفاً استراتيجياً وضرورة حتمية فرضتها العديد من المتغيرات في مجالات الحياة المختلفة ويعد اهتمام الجامعات بخدمة المجتمع ومكوناته من الأسر والأفراد أحد أهم العوامل التي تكسبها ثقة المجتمع والرأي العام كما يعد هذا الاهتمام عاملاً من عوامل تبوء الجامعات لموقع متقدم في التصنيفات والاعتماد الاكاديمي وتأسيساً على هذه الحقيقة فقد حرصت الجامعة منذ انطلاقها على أن تضمن خدمة المجتمع وتنميته في فلسفتها ورؤيتها واعتبارها جزء لا يتجزأ من رسالتها والتأكيد على ذلك في قيمها وتشريعاتها الداخلية وأن تكون محوراً رئيساً ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي كمفهوم وممارسة وتطبيق والنظر اليه كنهج أخلاقي التزاماً ومشاركة.
و تأكيد لهذا التوجه فقد كان الاهتمام بتخصص طب الأسرة و المجتمع حاضراً منذ تأسيسها ليترجم ومن خلال أنشطته وفعاليته المختلفة هذه العلاقة و كان لهذا القسم قصب السبق في استحداث برامج الدراسات العليا من الزمالات و الماجستير و الدبلوم و الذي عمل على امتداد عقود على رفد الخدمات الصحية بكوادر وطنية متخصصة و بادر بتأسيس الجمعية السعودية لطب الاسرة و المجتمع وله العديد من البرامج و المبادرات و البحوث الرائدة في مجال طب الاسرة و خدمة المجتمع كما أن له و للجمعية السعودية لطب الاسرة و المجتمع دور فاعل في تنظيم الكثير من الندوات و الدورات و ورش العمل التي كان لها أثر إيجابي على كثير من الممارسات و السياسيات المتعلقة في الخدمات الصحية المقدمة.
وأضاف الدكتور سميح الالمعي رئيس قسم طب الاسرة والمجتمع رئيس اللجنة المنظمة أن انعقاد هذا المؤتمر جاء من استقراء المرحلة الحالية التي تشهد إعادة هيكلة الخدمات الصحية بالمملكة للرقي بمستوى هذه الخدمات كالعديد من الدول التي أعادت النظر في تطوير الخدمات الصحية المقدمة وقد تبنت المملكة العربية السعودية مؤخراً برنامج التحول الوطني الذي يهدف للإرتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن وأبرزها في المجال الصحي لتعزيز مفاهيم الصحة العامة والرعاية الصحية الأولية وتعزيز سلامة المرضى و رفع كفاءة التشغيل ودعم أعمال القطاعين العام والخاص، وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية بأيدٍ وطنية إلى جانب التامين الصحي لكل مواطن ودعم الخصخصة حيث لم يأت تبنى هذا المفهوم من فراغ فقد أصبحت كلفة الخدمات الصحية عبأً تنوء به الكثير من الميزانيات سواءً كانت من الاقتصاديات القوية أو المتواضعة، وبناءً على ذلك قامت العديد من الأنظمة بإعادة هيكلة خدماتها الصحية بما يتواكب مع الواقع الجديد لاقتصاديات الصحة الذي يفرض الحفاظ على المسؤولية المجتمعية من خلال تقديم خدمات صحية ذاتِ جودة عالية وكلفة اقتصادية لهذه الخدمات واشراك القطاع الخاص وفي ختام الحفل كرم مدير الجامعة أحد رواد طب الأسرة والمجتمع وضيف اللقاء الدكتور زهير السباعي والدكتور عدنان البار والدكتور توفيق خوجه والدكتور نبيل القرشي وعدد من الاطباء في قسم طب الاسرة في الجامعة ممن اسهموا في اثراء القسم.